جزائريون يستنكرون مضمون فيلم القناة الفرنسية الـخامسة

إستنكر الجزائريون عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ما جاء في محتوى الفيلم الوثائقي، “الجزائر حبيبتي”، الذي بث أمس عبر القناة العمومية فرنس 5، مؤكدين بأن “المغالطات” التي احتواها الفيلم لا تمت بصلة الى الحراك الشعبي الجزائري الذي اتسم بالسلمية التي أبهرت العالم.

حاول مخرج الفيلم الوثائقي، (جزائري الأصل) فرنسي الجنسية، مصطفى كيسوس، أن يركز في الفيلم على فئات من الشبان الذين يرغبون، في العيش على الطريقة الغربية المتفسخة، والتي لا تمت بصلة لثقافة واصالة الجزائريين، حيث قام بإبراز هؤلاء الشبان ذوي الأعمار المتقاربة ومن مدن ساحلية فقط بعيدا عن الجزائر العميقة، وكأنهم يناضلون من أجل حريات لا علاقة لها بمضمون المسيرات السلمية التي انطلقت منذ 22 فيفري 2019 لاسقاط منظومة حكم فاسدة.

انشغالات الشبان الاربعة، ركز عليها المخرج، لتبدو وكأنها من المطالب الأساسية للحراك الشعبي السلمي الذي خرج لأجل تغييرات في الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نخرت البلاد منذ عقود من الزمن، وهو تشويه مقصود للحراك الشعبي السلمي، الذي وصفه الرئيس تبون في خطاباته بـ”المبارك”، بإعتباره أنقذ البلاد من الإنهيار .

فرنسا التي لم تستطع أن تدفع بالجزائريين للانسلاخ من ثقافتهم وهويتهم وأصالتهم، طيلة 132 سنة، حاول الفيلم الذي يتجاوز الساعة من الزمن فك ارتباط شباب جزائري مثقف وواعي، مع محيطهم الاجتماعي، وربطهم بالثقافة الغربية المتفسخة المنبوذة حتى في أوساط المجتمع الغربي المحافظ.

علق الأستاذ الجامعي والبروفيسور في الفلسفة، “الحاج ذواق” على الفيلم كاتبا عبر صفحته على الفاسبوك، “نبهنا إلى خطورة ما سيوظف ضد قيمنا من ترسانة رقمية وإعلامية، وأشرنا إلى العوالم المزيفة، التي ستضخم لتبرز على أنها حقيقة الواقع، وكما هو عن france5 أتحدث، ووثائقها، عن صورة تريد ترويجها، عن الجزائر، قد يوجد فيها بعض ما سجلته، لكن الجزائر مشروع تاريخي وثقافي واجتماعي، أكبر بكثير من تلك النزقية الشبقية التي تريد إبرازها، والحراك، مشكلته ليس طابو الجنس والعلاقات الجنسية، الحراك عمل تاريخي كبير غرضه تحقيق الحريات والأمن والازدهار الحضاري”.

أما الدكتور الجزائري في جامعة قطر، الأستاذ محمد الفاتح حمدي، فقد كتب “قناة فرانس 5 قدمت تقريرا تريد به استفزاز مشاعر الشعب الجزائري الذي خرج يوم 22فيفري”.

في حين كتب دكتور أخر في العلوم السياسية، يرفض ادراج اسمه في الصحافة:” الطبيعة تأبى الفراغ. لطالما دعونا إلى توثيق الحراك الحقيقي بأعمال جادة تحفظ للشعب الجزائري بطولاته. لكن الكاميرا كاشي كانت تشغل المعنيين”.

ودعا بدوره الإعلامي جمال معافة إلى إطلاق “إطلاق قناة جزائرية دولية ومهنية أكثر من ضرورة. الحروب الإعلامية أشد فتكا في عالمنا اليوم. هذا الكلام كنا نقوله منذ مدة”.

ورغم أن الجزائر استدعت سفيرها بباريس من أجل التشاور حول الهجمة التضليلية ضد الجزائر، حاول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التقليل من أهمية الفيلم، الذين اعتبروه موجها للفرنسيين، الذين لايزالون يحلمون بـ”الجزائر_الفرنسية”، لأنهم لم يستوعبوا الى غاية اليوم استقلال الجزائر عن أعتى قوة استعمارية في العالم، وما تقوم به بعض وسائلهم الإعلامية سوى محاولة فاشلة لاشفاء غليلهم بهذه الأفلام التي لا تعكس لا واقع ولا يوميات المواطنين الجزائريين في بلد مستقل. 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق