قطاع السكن بتيارت: الوالي يتحرك للقضاء على المعضلات القائمة

أولى الوافد الجديد لولاية تيارت علي بوقرة عناية خاصة بقطاع السكن، حيث خصه بزيارات ميدانية مكثفة في فترة زمنية قصيرة ليقف على حجم الكوارث التي يعرفها هذا القطاع منذ سنوات.

“عدل” .. حضرت السكنات وغابت الجودة

فبالنسبة لسكنات عدل 574 سكن، كشفت الأمطار الطفيفة التي سقطت منذ أيام قلائل عن رداءة التهيئة الخارجية في هذا الحي الذي لم يتم توزيعه بشكل كامل لحد الآن، حيث تداعت بعض الطرقات بشكل يجعلها غير صالحة للاستعمال، في حين أعرب بعض المستفيدين عن امتعاضهم واستيائهم الكبير من نوعية المواد المستعملة وجودة الأشغال .

كما أنه لم يتم لحد الآن إيجاد حل منصف لمئات المكتتبين القاطنين ببلدية تيارت والذين كان من المفترض أن يحصلوا على تخصيصات سكنية بهذا الحي، قبل أن يتم تحويلهم إلى مشاريع بعيدة عن عاصمة الولاية بذريعة أن عملية التخصيص تمت على أساس الرقم التسلسلي دون مراعاة المعطيات الاجتماعية الخاصة بهؤلاء المكتتبين، رغم أن إدارة عدل كانت قد وزعت التخصيصات في حي 600 سكن على أساس الاقامة وليس على أساس الرقم التسلسلي المستخدم في الولايات الكبرى مثل العاصمة ووهران.

دعوة الوكالة العقارية إلى ابتكار الحلول

وكان الوالي قد زار مؤخرا مشروعي انجاز 90 و 150 سكن ترقوي حر بعاصمة الولاية، أين وقف على حالة الاستهتار بمصالح المواطنين، حيث يشهد المشروعان توقفا للأشغال منذ أكثر من ثمانية أشهر ما أدى ببعض المكتتبين الى الانسحاب،  وعليه، أمر الوالي مسؤولي الوكالة العقارية بمزيد من الانفتاح على المواطنين وتوفير المعلومات الكفيلة بالتعريف بمختلف المشاريع التي يتم انجازها من أجل استقطاب المكتتبين مشددا على ضرورة استئناف المشروعين المذكورين في أقرب الآجال، كما دعا إلى الجدية في العمل و ابتكار الحلول و التخلص من البيروقراطية التي عرفتها الوكالة طيلة الفترة السابقة.

يشار إلى أن الوافد الجديد على رأس ولاية تيارت بوقرة علي أجرى خلال الفترة الأخيرة وبعيد مدة قصيرة من توليه رئاسة الولاية، زيارات ميدانية حثيثة إلى العديد من الدوائر و البلديات أين عاين العديد من المشاريع السكنية ووقف على مختلف الاختلالات الحاصلة على مستوى تسيير وانجاز بعض الصيغ السكنية، حيث أسدى تعليمات بحل كل المشاكل المتعلقة بالمشاريع السكنية والمنشآت العمرانية مع إيلاء أهمية قصوى لجودة الانجاز واحترام الآجال، على غرار مشروع انجاز مسجد صلاح الدين الأيوبي الذي لازال يراوح مكانة لمدة تجاوزت العشر سنوات، شدد الوالي على ضرورة احترام الآجال التعاقدية واحترام الطابع العمراني والثقافي للمدينة مؤكدا أن المسجد سيكون محل زيارات فجائية،  كما عقد الوالي اجتماعا مع اللجنة الولائية للهندسة المعمارية والتعمير و المحيط المبني بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي والأمين العام للولاية وبحضور رئيس دائرة تيارت ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبحث التدابير اللازمة من أجل تدارك الوضع ورسم خطة عمل تتفادي مختلف المشاكل والانزلاقات المسجلة في الفترات السابقة. السكن الاجتماعي، أمل المواطنين واستهتار بعض المقاولات غير المسؤولة وبخصوص السكن الاجتماعي في الولاية، فقد عاينت لجنة وزارية نهاية الأسبوع المنصرم السكنات الاجتماعية المزمع توزيعها قريبا بحي الزمالة والبالغ عددها 500 سكن إجتماعي، حيث أفادت مصادر متطابقة أن اللجنة الوزارية أعربت عن ارتياحها لمستوى وجودة الإنجاز بشكل عام، في حين أبدت تحفظات معتبرة على حوالي 80 سكن بذات الحي، سجلت بشأنها اختلالات تقنية وأخرى تتعلق بالجودة.

وأفادت ذات المصادر أن تحفظات اللجنة الوزارية تركزت أساسا على البنية التحتية للعمارات وعدم إحترام المعايير التقنية وأخرى متعلقة بجودة المواد المستخدمة وكذا رداءة أشغال التهيئة الداخلية للسكنات والعمارات وذلك رغم الغلاف المالي المعتبر الذي تم تخصيصه لهذا المشروع.

مشاكل بالجملة في السكنات الجديدة

وقد شهدت العديد من السكنات الاجتماعية وسكنات “عدل” حالات إنهيار للشرفات والاسمنت الخارجي ناهيك عن تسربات مياه الامطار وتدهور السلالم و ذلك بعد مدة قصيرة من توزيعها على المواطنين، مما يهدد حياة الأطفال و السكان بشكل كبير. ففي سكنات عدل – الزمالة على سبيل المثال لا الحصر، وثق السكان بالفيديو إنهيار شرفة المدخل الخاص بإحدى العمارات بعد أشهر قليلة من توزيع هذه السكنات على المواطنين، كما انهارت شرفة وسقط حائط احدى السكنات بحي “الاتراك” بعد فترة وجيزة من توزيعها.

وأمام هذا الوضع ينتظر المواطن التيارتي من الوالي الجديد إيلاء أهمية قصوى لجودة الانجاز واحترام المعايير التقنية المتعلقة بمواد البناء واشتراط يد عاملة مؤهلة لإستكمال مختلف المشاريع.

في انتظار الاجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الشأن، لايزال المواطن التيارتي في انتظار توزيع هذه الحصص السكنية وتمكين الطبقات الهشة من حقها في السكن، خاصة بعد تحركات الوالي الأخيرة و التي ركزت على قطاع السكن بشكل خاص .

عبد القادر. د