لهذه الأسباب تحظى الجزائر بتقدير الدول الكبرى

قال حمود صالحي أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا الأميركية إنه من  الصعب جدا  التكهن اليوم  بمآلات الحرب الدائرة في أوكرانيا في إطار العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا منذ أكثر من 03 أشهر .

و أشار  صالحي ضمن برنامج ” ضيف الدولية ّ” للقناة الدولية للإذاعة الجزائرية إلى أن الولايات المتحدة و دول الإتحاد الأوروبي يريدون استنزاف روسيا من خلال العمل على إطالة أمد هذه الحرب بتقديم كل أشكال الدعم السياسي و العسكري و الاقتصادي  لأوكرانيا .

و عن تأثير العقوبات المفروضة  على روسيا، أوضح  الأستاذ حمود بأن كل المؤشرات تفيد  بفشل سياسة العقوبات الاقتصادية  غير المسبوقة المفروضة على روسيا في حملها على وقف عمليتها العسكرية داخل أوكرانيا.

الحلف الأطلسي و دوره في المرحلة المقبلة

ويرى الأكاديمي الجزائري حمود صالحي بأن المعركة الدائرة حاليا في أوكرانيا هي قبل كل شيء حرب بامتياز  من أجل تعزيز المصالح الإستراتيجية لكل من روسيا و  الولايات المتحدة الأميركية داخل القارة الأوروبية و من نتائجها الأولى تزايد الحاجة و أهمية الحلف الأطلسي للدول الأوروبية كمنظومة دفاعية غربية .

 و يضيف بان النقاش اليوم يتمحور حول كيفية بلورة رؤية جديدة لنطاق عمل هذا الحلف و توسيع العضوية و النفوذ ليشمل كل الدول الأوربية ومدى جاهزيته مستقبلا للعمل كمنظومة هجومية ضد روسيا .

 ويعتقد  صالحي  بأن النقاش يدور  أيضا حول  الدور   المنتظر من  35 دولة مرتبطة و معنية بنشاط الحلف و منها الجزائر بحكم الجوار الجغرافي و كيف يتم التعاطي مع هواجس   و مخاوف تلك الدول من استمرار دول أوروبية عضوه  في الحلف الأطلسي في التعامل و الدفاع عن مصالحها  بعقلية كولونيالية  .

الجزائر في ظل هذه التحولات

اعتبر  الأستاذ  صالحي بأن الجزائر تبنت منذ نهاية الحرب الباردة في تسعينيات القرن الماضي سياسة عدم  الانحياز و اتسمت سياستها بالعمل على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و لعب دور الوساطة في  حل النزاعات الدولية .

و أضاف صالحي بأن الجزائر قادت نشاطا دوليا حافلا داخل القارة الإفريقية و دول أمريكا اللاتينية و آسيا ، و كلل باستدعائها لجمعية عامة استثنائية للأمم المتحدة من أجل إقرار نظام اقتصادي دولي عادل لردم الفجوة الاقتصادية بين الدول الصناعية و الدول السائرة في طريق النمو.

و اليوم تملك  الجزائر رصيدا دبلوماسيا  يحظى بتقدير و احترام من قبل المجموعة الدولية على اختلاف توجهاتها سواء تعلق الامر  بالقوى العظمى مثل  الولايات المتحدة الأمريكية و الصين و روسيا و بلدان الاتحاد الأوروبي.

ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى عديد العوامل و منها  موقعها الجغرافي في شمال إفريقيا  وكونها قطبا مهما في تأمين الإمدادات بالغاز و البترول لجميع الشركاء من داخل أو خارج  الاتحاد الأوربي وكذا  دورها المتميز في الوساطة و  تسوية  النزاعات ومكافحة الإرهاب .

واعتبر” ضيف الإذاعة”  بان الزيارات الأخيرة لعدد من الدول العربية تنم عن رغبة قوية من الجزائر  في إحياء دورها   في المنطقة العربية و يضاف إليها  الشراكات المبرمة مع دول مطلة على  حوض المتوسط و منها ايطاليا و تركيا في مسعى لتعزيز التعاون و الحوار و التفاهم مع الجوار الجغرافي و التاريخي للجزائر ، وكل هذه  التحركات ترسم  معالم الديبلوماسية الجزائرية الجديدة بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق