الوطن برس

الحرث في الصحافة.. يغطي الفرص الضائعة !

” يحرثون علينا ” ، أكاد أجزم أنها العبارة رقم واحد في قاعات التحرير في المؤسسات الإعلامية في الجزائر ، عبارة ” مقيتة وغير مرغوب فيها ” في معظم قاعات التحرير ، لأنها تقال في سياق سلبي إما “بغضب ” أو ” تهكم ” أو ” رفض ” أو ” نبذ من يقوم بالحرث كل يوم ” والنظر إليه بـ” انتقاص ” أو ” سخرية ” لأنه ” يغلي الشربة ” كما يقال بالدارجة الجزائرية .

فعل الحرث في لغة الصحافيين :” العمل الإضافي خارج الساعات المحددة ، وغيرها من الأوقات ( الساعات والأيام التي لا يأخذ فيها الصحفي راحته الأسبوعية ليسد فراغ معين ، وهو ما يؤدي إلى تراكم الأيام التعويضية )

حتى لا نكون مجحفين في حق بعض المؤسسات الإعلامية ، نتحدث هنا عن المؤسسات التي لا تشتغل بهذا السلم ، أو هذا المبدأ ” اللغز ” الذي يعتبره مهنيو القطاع ” بوصلة ” أو ” الرقم الصعب ” في أي مهنة ، لأن التحفيزات المعنوية والمادية نظير تلك الساعات الإضافية لتي يجتهد فيها الصحفي ، هي من ستدفعه للعمل أكثر ، والتقدم أفضل ، والتشبث بالمؤسسة التي يمنحها من وقته وجهده وأسرته ، فتمنحه ” الأمان ” و” الاعتراف ” لأن التحفيز المعنوي والمادي وجهان لعملة واحدة ، ولا يمكن اختزالهما من منظومة القيم في مجال مهنة المتاعب ، لأن الأول أي التحفيز المعنوي ، هو دافع ايجابي للتقدم أفضل أما الثاني أي التحفيز المادي فأكثر من كونه ينعش الجيب فهو يعلم الصحفي معنى ” الحق ” و” العدل” ويمكنه من أن يدافع عن حقوق مهضومة في شتى القطاعات والدفاع عن الفئات الهشة وأن يعري فساد منظومة معينة . كما أنه يمنح الصحفي الثقة في أن ” يحرث أكثر “.

 ” الحرث ” يعني الفرص الذهبية ، لايراها سوى من أحب المهنة وأخلص لها ، فالظروف قدمت لهم فرصا على طبق من ذهب ، تجريب مهام متعددة في وقت واحد.

من تجارب كبار الصحفيين في الجزائر فـ ” الحرث ” يعني الفرص الذهبية ، لايراها سوى من أحب المهنة وأخلص لها ، فالظروف قدمت لهم فرصا على طبق من ذهب ، تجريب مهام متعددة في وقت واحد ، علمتهم معنى ” السرعة ” في نقل الخبر ، وعدم التسرع في نشره أو بثه أو إذاعته حتى التأكد منه والليونة في التعامل مع كل كلمة مكتوبة ومنطوقة ، الحرث علمهم التعامل مع الحالات الصعبة في أوقات الضيق : ( انقطاع تيار كهربائي ، انقطاع شبكة الأنترنيت ، التعامل مع الكمبيوتر الذي يؤلمه رأسه على حد تعبير الزملاء في قاعات التحرير ، وعندما تنعدم المعلومة وخصوصا في الفترة الصباحية والفترة الليلية والناس نيام ( القنوات التلفزيونية ) فعليك بصناعة الأخبار والاشتغال عليها بشكل ملفات ، واستعمال الأجندة الهاتفية للمعارف والمعلومات، علاوة على طريقة التعامل أيضا مع نقص في عدد السائقين وعدم توفر سيارة تنقلك من بيتك نحو مكان العمل أو من مكان العمل نحو مكان استيقاء المعلومات ، فقدان شريحة أو كارت الكاميرا ، وغيرها من المطبات التي يقع فيها الصحفي .

الصحفي ليس هو وليد أيام أو أشهر أو سنوات ، هو مثل شجرة الزيتون عليك انتظار سنوات لتأتي أكلها .

 

مع مرور سنوات الحرث ، يصبح الفعل معناه:” تأدية مهمة في وقت أقل ( الوقت ثمين جدا ) تأدية مهمة مع اقتصاد الجهد ( لا تهدر الطاقة ) تأدية مهمة في وقت الأزمة أو الأزمات هو ( استحضار التجارب الماضية ماهي إلا الأخطاء المرتكبة لذا فيجب التعامل معها اليوم بطرق جديدة ) ، لهذا فالصحفي ليس هو وليد أيام أو أشهر أو سنوات ، هو مثل شجرة الزيتون عليك انتظار سنوات لتأتي أكلها .

Exit mobile version