“مافيا الفحم”و”الصَمايم” يحرقان غابات الجزائر !

مع اقتراب موعد شعيرة عيد الأضحى، تعود “تجارة الفحم” الى الواجهة بالجزائر، لتتسبب في خسائر بألاف الهكتارات، في حق المحاصيل الزراعية، والغطاء النباتي والغابي في أغلب المناطق والولايات الشمالية، التي تمثل “رئة البلاد”.

لم تُشر مصالح الحماية المدنية للأسباب الحقيقية وراء نشوب هذه الحرائق، إلا أن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اوعزوا الامر الى “مافيا الفحم”، الذين يتسببون بحرق ألاف الهكتارات من الغطاء النباتي كل عام، من أجل بيع الفحم للمواطنين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

 الحرائق تلتهم 600 هكتار من الغـابات خلال 24 ساعة

أعلنت مصالح الحماية المدني، في اخر حصيلة لها حول حرائق الغابات بالجزائر أمس المسبت، ان النيران أتلفت أكثر من 600 هكتار من الغطاء الغابي في عدد من ولايات الوطن خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.

ففي ولاية بجاية تم  إتلاف ازيد من 300 هكتار من جراء الحرائق التي شبت في نقاط متعددة من اقليم الولاية.

واندلع حريقان، الاول بمنطقة بوحاتم (35 كم غرب ولاية بجاية) و الاخر  باكفادو (65 كل شمال غرب الولاية)، حيث تسببا في اتلاف مساحات كبيرة كما تم  تسخير وسائل كبيرة لإخمادهما.

ولهذا الغرض، تم تجنيد كل الوسائل المادية و البشرية الموجودة بالمنطقتين  (اعوان حماية الغابات و الحماية المدنية و البلدية و كذا سكان المنطقة) و كذا  تدخل ثلاث رتل متنقلة (اثنان من بجاية و واحدة من برج بوعريرج) و كذا مروحيتين  من اجل اخماد السنة النار قبل ان تصل الى منازل السكان.

وبمنطقة تبيان و تاوريرت و تيفرة، استطاعت النيران ان تصل الى منازل السكان  حيث لم يتم تسجيل اي ضرر او ضحية، حسب المصدر.

كما يتم تسجيل بعض الحرائق بمناطق اخرى على غرار منطقة افري اوزلاقن مما يزيد  يصعب مأمورية اعوان الحماية بسبب اندلاعها في نفس الوقت.

 وفي ولاية البويرة تعرض ما لا يقل عن 200 هكتار من الغطاء النباتي وحوالي خمسة هكتارات أخرى من الأشجار المثمرة لللإتلاف بسبب حريق خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة بولاية البويرة.

وأكد المكلف بالاتصال بالحماية المدنية الملازم يوسف عبدات ، ان حريقا هائلا قد اندلع منذ مساء الجمعة على مستوى مرتفعات تيكجدة (شرق البويرة)، مشيرا إن “ألسنة النيران قد أتت على مساحة 185 هكتارا من الاحراش و15 هكتارذا من الادغال بالإضافة إلى 5 هكتارات من الأشجار المثمرة”.

وبحسب المسؤول ذاته، فقد “تم إرسال فرقة متنقلة للحماية المدنية منذ مساء الجمعة إلى موقع الحريق، وقد وتمت السيطرة على الحريق أخيرذا وإخماده يوم السبت على الساعة ال9 صباحا”، كما سجلت حرائق أخرى السبت في بعض المناطق، ويتعلق الامر على الخصوص بحريق غابات اندلع في بلدة قرومة الجبلية (غرب البويرة).

واضاف الملازم عبدات انه “تم نشر العديد من وحدات الحماية المدنية، سيما الخاصة ببودربالة والاخضرية وكذلك الرتل المتنقل، ولا يزال تدخلها جاريا”.

اما ببلدية عمر، فقد نجا سكان قرية بني خلفون من حريق هائل كاد ان يصل إلى منازلهم تقريباذ لولا تدخل رجال الإطفاء ومساعدة السكان.

وفي بلدة حيزر، على بعد حوالي عشرة كيلومترات شرق البويرة، فقد دمرت الحرائق الكثير من الغطاء النباتي فيكل من إيغيل غفران، التي تعد منطقة يصعب الوصول إليها و التي تطل على المدينة.

واضاف المكلف بالاتصال بالحماية المدنية ان “وحداتنا تعمل على عدة جبهات و قد تضاعفت الحرائق بطريقة مثيرة للقلق هذه السنة”.

وأصبح تزايد حرائق الغابات يثير قلق سكان القرى الغابية خاصة خلال موجة الحر التي تشهدها المنطقة منذ عدة أسابيع.

في هذا الصدد تم إنشاء جهاز هام للوقاية من هذه الظاهرة ومكافحتها من خلال تخصيص راتلين متنقلين.

وأوضح عبدات أن “هذا الجهاز مزود بكل الموارد البشرية والمادية اللازمة ليتمكن من التدخل في مثل هذه الاوضاع الصعبة”.

وفي سياق ذي صلة، اكدت الحماية المدنية ان ما لا يقل عن 110 هكتارات من الغطاء النباتيي من بينها حوالي 50 هكتارا من الصنوبر الحلبيي قد  تحولت إلى رماد على اثر حريق عنيف اندلع هذا السبت في العيساوية، الواقعة  على بعد 121 كم شمال شرق مدينة المدية.

واوضح المصدر ذاته انه تم تجنيد امكانيات بشرية ومادية كبيرة تابعة للرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغاباتي مدعوم بفرق محافظة الغابات لدائرة تابلاط، من  اجل إخماد الحريق الواقع داخل غابة بوحمامة في بلدية العيسوية.

كما أضافت الحماية المدنية ان هذا الجهاز قد مكن من احتواء الحريق بعد جهود  مكثفة ومنع انتشاره إلى بقية المساحات الغابية وبالتالي تعقيد مهمة فرق التدخل بالنظر إلى التضاريس الوعرة للغاية في منطقة الحريق.

كما أفاد المصدر ذاته ان الحماية المدنية قد قامت بتأمين العديد من المنازل  الواقعة بالقرب من مصدر الحريق وكذلك  العديد من الأراضي الفلاحية المحيطة.

“الصمايم” وراء اندلاع الحرائق والأرصاد الجوية تحذر!

ورغم اتفاق وجهات النظر حول دور “الشبكات الاجرامية لمافيا الفحم” في التسبب في اندلاع حرائق الغابات بالجزائر، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة له دور كبير في اندلاع النيران التي التهمت مئات الهكتارات خلال 24 ساعة الأخيرة.  

ويرى العديد من راود مواقع التواصل الاجتماعي أن “الصمايم” التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة جدا، قد تكون وراء اندلاع الحرائق، دون نفي الدور البشري في التسبب في الكارثة خلال هذه الفترة من عيد الأضحى، بغية المتاجرة بالفحم.

وقد حذرت مصالح الأرصاد الجوية، في عدة بيانات لها منذ أسابيع، من ارتفاع درجات الحرارة، وجاء في أخر بيان تحذري أن درجات الحرارة بلغت “المستوى البرتقالي” في عدة ولايات شمالية.

وتضمن البيان أن “عدة ولايات شمال الوطن يومي الجمعة والسبت ارتفاع لدرجات الحرارة الى”المستوى البرتقالي”، حيث ستتراوح ما بين 40 الى 44 درجة، حسبما أفادت به نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية”.

وأضافت نفس النشرية أن ولايات اخرى في الغرب الجزائري، سجلت بها درجة حرارة بلغت 44 عند منتصف نهار اليوم الجمعة والتي ستدوم الى يوم غدا السبت على الساعة التاسعة ليلا.

*مجهولون يحرقون 32 ألف هكتار سنويا من الغابات بالجزائر!

وتفقد الجزائر سنويا، حوالي 32 ألف هكتار من الغابات سنويا، حسب تصريحات المدير العام للغابات علي محمودي، العام الماضي.

وأوضح محمودي في حوار صحفي مع وكالة الانباء الجزائرية، أن الجزائر سجلت خلال العشرين سنة الأخيرة متوسطا اجماليا يقدر بـ 32 ألف هكتار السنة من المساحات المتضررة من حرائق الغابات”.

وحول مصدر هذه الحرائق، يقول نفس المسؤول “أن 85 في المائة من مسببات الحرائق تبقى مجهولة المصدر، وهو ما دفع بالمديرية العامة إلى إطلاق مشروع شراكة مع منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو وقنصلية اليابان بالجزائر في 17 يونيو الماضي، حول تحريات ما بعد الحرائق وتقنيات بعد الحرائق، لمعرفة أسباب هذه النيران التي تلتهم ألاف الهكتارات سنويا”.

ومن أهم مسببات الحرائق، حسب نفس المسؤول، البقايا الزجاجية والحديدية وبقايا حفلات الشواء التي يخلفها زوار الغابات والمفارغ العشوائية التي تتضمن بقايا المنتجات سريعة الاشتعال.

تنصيب خلية لليقظة لمتابعة وتقييم حرائق الغابات 

ومن أجل متابعة الوضع عن كثب، نصب الوزير الأول، عبد العزيز جراد، يوم الخميس المنصرم ، خلية اليقظة لمتابعة و تقييم تطورات وضع حرائق الغابات باستمرار و فعالية اجهزة الوقاية و المكافحة المخصصة لهذا الغرض, حسب بيان لمصالح الوزير الأول.

و اوضح البيان، ان دور هذه الخلية يتمثل ايضا في التحقيق حول اسباب اندلاع هذه الحرائق و كذا تنفيذ كل الترتيبات المتخذة من طرف الدولة من اجل حماية و تأمين السكان و الممتلكات.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق